افتتاح معرض للتشكيلي الأردني محمد الجالوس في الشارقة


الشارقة – الدستور – خاص: افتتح برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، معرض الفنان التشكيلي محمد الجالوس، وذلك في قاعة مرايا القصباء، وياتي هذا الافتتاح ضمن احتفالات قناة القصباء ببدء الانشطة الثقافية والفنية، حيث حضر الافتتاح الى جانب سمو الشيخ، مجموعة من رجالات الدولة في الشارقة وحضره عدد من الفنانين والمهتمين.


وقد ابدى االشيخ اعجابه بالاعمال الفنية المعروضة واثنى على جماليات المكان، حيث تعتبر قناة القصباء، من اضخم المشاريع الثقافية والفنية الطموحة على الصعيد العربي ويزيد من قيمتها جمال المعمار وروعة التجهيزات.


وقد جاء في كلمة الكتيب الذي طبع في هذه المناسبة، كلمة للناقد العربي طلال معلا، جاء فيها:


ربع قرن من العطاء، وبجدية الباحث المنشغل بتكريس المفاهيم وفقاً لما يتبدل وما يتحول في المستحدثات الإنجازية الإنسانية، يسعى محمد الجالوس لتثبيت رؤيته الفنية في أكثر من إطار تشكيلي وقد استطاع بانحيازه التام للإبداع الإنخراط في الولاء المطلق لعوالم اللوحة، كما شق بجد لغة الأحاسيس ورحالة يقرأ الطرق ومداخل المدن وجدران الحياة.


كل همسة حديث لا ينتهي، وكل خطوة خبرة ونافذة إلى مغامرة هي الحرية في الإختيار والتوجه والبوح، ولهذا تطفو صفات عدم الإستقرار على حال على وجه تجربته، وكما ينتقل البدوي في فضاءات الصحراء يمضي الفنان في توليد الأفكار لتشكيل رؤياه التي تبدو على تماس مع رؤى الآخرين فيما هي معزولة في خصوصتها وأسرارها.
ويضيف معلا: ارتجال الأساليب والإنقلاب عليها قاد الجالوس إلى التفرد، لتعزف الوجوه مرارة تحققها، وتنحت صمتها على أبصارنا، باعتبارها حقائق لحظية نعايشها في كل موقع، ومصائر شكل مجموعتها الإيقاعي رمزاً لسرد تصوغه اللوحة بطاقة الحياة… إنها المشاعر المكثفة القادرة على بث البصيرة وعدالة التجدد، وكما تحتل الحياة مساحة اللوحة فإن وجهاً آخر يبرز مشيراً إلى الموت بمجمولاته الرمزية وثيماته العاطفية بحيث تمتزج الرؤية المركزة لوجوه الجالوس بمختلف عناصر بنائها وتكويناتها، القماش واللون والمعاجين والمساحيق والمعادن المسحوقة وكل ما يمكن البصر من تجاوز الملامس واحتكاكات جسده سطح العمل الفني للوصول إلى انبعاث متجدد تظهر فيه الرؤية من قوة الغناء لتبدأ الإنطلاق من وجوم العيون إلى خصب الإستمرار.


المربع ينقسم إلى مربعات، والكل إلى أجزاء، وما يشير إلى تحلل الجزء ويقوده إلى الفناء ليس انقسام الفضاء وحسب، بل ضيق ما تحتوي الروح في تعاليها إلى النقاء، إنما وجوه مسكونة بالخوف مما يجري في عوالمها وكما حاولت الأساطير الإغريقية مواجهة الموت بالفن والإنتصار عليه بالإبداع فإن الجالوس يجعل من الرسم قيثارة أورفيوس التي أعادت الحياة لزوجته، بمعنى أن وجوهه في تكرار تحققها وتعدد أشكال حضورها إنما تشير إلى طبيعتها أولاً وإلى بناء نوذجها الحيوي المعاصر شديد الدلالة والإيحاء.


ويؤكد: النظر إلى أعمال الجالوس ولوج مباشر إلى العلاقة بين الإنسان ومصيره وما يعتمر كينونته ووجوده من خوف وإحباط وآلام، وفي ذات الوقت فإن الإصرار على الحباة والسعي إلى الخلود والإنسجام مع فكرة الزمن انما تبعث في رؤيتنا طاقة المعاني والأخيلة وتجاوز الخواء الذي تفرضه حضارة الآلهة والوهم الرقمي وعوالم الإغتراب المعاصر..إنها نظرات إلى مستقبل الإنسان باعتباره مشروع حياة أكثر مما يفرض عليه كي يكون جثة، أي اعتبار الإنسان قيمة مرئية كون الموت لا يحمل إمكانية رؤيته فما يرى هو الحياة ونحن نرى ما يحمله الآخر عنا وما يكونه من مفاهيم اتجاهنا…هكذا يمكن أن نرى عيون وجوه الجالوس الغائمة وهي تسعى لتحديد ماهيتنا..إننا نتبادل الفرجة معها، وكما ننظر إليها فإنها تنظر إلينا، إن لم يكن على المستوى الفاصل بين الحياة والموت حقيقة فعلى الأقل على المستوى الإجتماعي الذي يربط ظمأ نيتنا بظمأ نيتهم

,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *