اقيمت بدعم من امانة عمان: جداريات عمان تسعى للارتقاء بالذائقة البصرية وتجميل المكان


الدستور – محمد العامري – في اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002 تحتفي عمان على مدار العام بانشطة ثقافية متنوعة ومكثفة، وقد جاءت الانشطة عبر تخطيط اللجنة العليا التي بذلت جهودا كبيرة لانجاح هذه المناسبة بمشاركة الفعاليات الثقافية الرسمية والشعبية على حد سواء، وقد برز دور امانة عمان بشكل واضح في دعم هذه الاحتفالية اضافة لمؤسسات اخرى.


ومن اهم الانشطة التي انجزتها امانة عمان في الجانب التشكيلي الجداريات الفنية التي شكلت حراكا اجتماعيا وفنيا بين الناس لما تمتلكه الجداريات من مساحة مهمة في نشر الوعي الفني لدى قطاع عريض عند الناس ما انعكس ايجابا على الفنانين الاردنيين من خلال امتحان قدراتهم في التعامل مع مساحات كبيرة في الرسم والتلوين الى جانب الدعم المادي والمعنوي لهذه الجداريات والتي تعكس توجهات امانة عمان الحضارية عبر اعادة انتاج الحيز والمحيط جماليا واحترام اماكن تحرك المشاة والمجتمع عامة.


لقد كرست الجداريات نمطا جديدا في العاصمة عمان لم يكن موجودا من قبل والعمل على تكريس حيوية جديدة للجدار الذي يتحول من رماديته الى الوان متحركة ومبهجة تسهم في اعطاء المشهد ايقاعا غير تقليدي على الصعيدين الجمالي والثقافي.
وينبغي الاستمرار في هذا الحلم الجميل الذي تحقق من خلال مجموعة من الجداريات التي انجزت والجداريات التي ستنجز.


وتشيع الجداريات بطريقة غير مباشرة الفنون التشكيلية عبر المشاهدة اليومية والحوار مع المساحات والالوان والايقاع اللوني والخطوطي، لتفصح عن اسئلة مهمة بين عامة الناس لتصبح سياقا اجتماعيا طبيعيا في المجتمع الاردني.


فمنذ جدارية حقوق الانسان التي اخذت موقعا مهما في حدائق رأس العين والناس يحتكون يوميا بها لتصبح شاهدا جماليا جديدا ومؤثرا في اماكن استرخاء الناس الذين يأمون الحدائق من جميع الاجيال بدءا بالاطفال وانتهاء بالشيوخ.
واهمية الجداريات نابعة من مشاهدتها من قبل جميع مستويات البشر ومستوياتهم الثقافية.


اما الجدارية الثانية فكانت جدارية (ولادة) للفنان محمد الجالوس الذي عكس من خلالها فهمه الخاص في التجريد والتعامل مع طبيعة الجدار واعادة انتاجه بخطوط والوان مبهجة حيث عكس الجالوس خبرته في التلوين وانتاج ايقاعات لونية وخطوطية تنسجم مع جميع الناس كما لو انه يريد تسريب الفن الى كل مشاهد ليخلق حالة صحية من الحوار.


وقد جرى الاحتفاء بهذه الجدارية بصورة سليمة حيث فتحت الباب على مصراعيه امام الفنانين لممارسة المغامرة الفنية عبر مساحات واسعة.


اما الجدارية الثانية فكانت من تنفيذ الفنان محمد ابو زريق وتحت عنوان »اربيسك« حيث استعان الفنان بموتيفات انتجها طلاب جامعة البتراء ليعيد انتاجها عبر رؤيته الفنية الخاصة، وقد اخذت الجدارية موقعا في شارع المحطة لتكون علامة بارزة هناك، وتكسر الجدران الصلدة وتحولها الى غنائية لونية وهندسية تسمح للمشاهد ان يتمتع بها ويحاورها بينما ذهب الفنانان ايمن غرايبه وهيلدا الحياري لتنفيذ جدارية امام مركز الحسين الثقافي بطول يتجاوز المئة متر وبارتفاع اكثر من 7 امتار. جاءت الجدارية لتحمل عنوان (كرنفال الربيع) والجدارية وهي لوحة من لوحات الفنانة هيلدا الحياري حيث تميزت الفنانة الحياري بهذا النمط من الاعمال الذي يعتمد على النسيج اللوني الاشبه بالمنمنمات الحرة.


وجدارية (كرنفال الربيع) واحدة من الجداريات المهمة التي تحمل في طياتها البساطة والعمق في توزيع المساحات واختيار الالوان المضيئة التي تبعث في نفس مشاهدها الراحة.


والمهم بالامر ان توزيع الجداريات جاء ليشمل جميع الاجيال الفنية في الاردن فهيلدا الحياري والغرايبة هما من جيل الشباب وقد كان انجاز جدارية (كرنفال الربيع) انتصارا لقدرات هذا الجيل المتحمس والذي يمتلك طاقة عالية بحاجة لدعم دائم وتشجيع.
ان امانة عمان في هذه المشاريع تؤكد اصرارها على انتاج ثقافة ذات طابع حضاري ومؤثر ليستفيد منه الجميع ليصبح سياقا جماليا دائم الحضور بين الناس.


وكذلك تعكس وعي الامانة في ترويج العاصمة ثقافيا وسياحيا او ما يسمى (السياحة الثقافية) عبر هذه الجداريات، ولكي يصبح الجدار محط انظار القادم والمغادر ومكانا لذكرى الصور كما يحدث في روما والمدن المتقدمة فنيا.


كما ونتمنى ان تمضي امانة عمان بهذا المشروع من خلال التخطيط لاماكن اخرى في عمان والعمل على تحريك الناس باتجاه الفنون التي تعكس حضارة ورقي الامم.
ومن المهم جدا ايضا ان تتعزز هذه الجداريات بانجازات عربية محترفة حتى نكرس قضية التلاقح الثقافي بين الفنانين العرب كما هو في النصب الجمالي الذي انجزه الفنان السوري ربيع الاخرس في الدوار السابع

,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *