عمان – الدستور
يفتتح ، عند السادسة والنصف من مساء الإثنين المقبل ، معرض جديد للفنان التشكيلي محمد الجالوس ، وذلك في جاليري بنك القاهرة ـ عمان ، ويضم حفل الافتتاح توقيع كتاب ‘ثلاثون عاماً في الرسم’ ، الصادر عن دار الأديب للنشر ، وفيه تناول نقدي وتوثيقي للمراحل الفنية كافة ، التي مر بها الجالوس منذ عام 1980 وحتى الآن.
في هذا المعرض ، يقدم محمد الجالوس مجموعة جديدة من الأعمال الفنية أنجزها ما بين عامي 2008 2010و ، وهي تأتي في سياق البحث الفني في الوجوه والخامات ، حيث يقول الناقد العراقي فاروق يوسف ، في مقدمة الكتاب إن ‘تجربة هذا الرسام هي مجموعة خبراته التقنية والفكرية المتراكمة ، وهي خبرات مستلهمة من سعي شخصي ، كان يهدف بالدرجة الأساس إلى تجريد الرسم من طابعه العمومي’.
وأكد فاروق يوسف أن أعمال الجالوس تتكئ على جماليات تنعم بحيويتها التي هي الملهمة في الوقت عينه ، كما يرى ، ويضيف بقوله: ‘لقد ارتبط الأسلوب الشخصي (وهو تعبير مجازي ليس إلا) لدى الجالوس بمستوى تحرره من ذاته الاجتماعية والثقافية ، وامتزاجه بما يتطلبه فعل الرسم من تخل عن العالم الخارجي’.
تأتي لوحات المعرض في سياق بحث محمد الجالوس الطويل والقديم في الخامات ومعاجين الورق والمواد المختلفة ، وهو الفنان المجرب الذي رسم الأعمال الواقعية وأعمال الرسم المائي التي أنجزها في خمس سنوات ، وأخرى: تلك التي حققت حضوراً ونجاحاً كبيرين ، خاصة في تناوله امدن الأردنية والفلسطينية ذات البعد التراثي والمعماري المميز ، من مدينة الفحيص ، ثم السلط ، إلى القدس ، ونابلس وغيرها.
ويرى الفنان والناقد محمد أبو زريق أن الجالوس فنان تحكمه نزعة التجريب ، ولا يرتكن إلى منجز تشكيلي محدد وموصوف ، ويقول ، في هذا السياق: ‘الجالوس فنان دائم البحث عن أساليب وتقنيات وخامات ، كما أنه دائم البحث عن الجديد ، وليس لديه من ثوابت أو مقدسات في العمل الفني ، ولكنه مخلص لفنه ولذاته ، وهذا أعطاه حرية الاصطفاف مع ذاته وفنه ، دونما استجداء لحالة فنية مسبقة ، ودونما ارتهان إلى قيم ذات أبعاد محددة ومفروضة من خارج العمل الفني’.
أقام الفنان أكثر من ثلاثين معرضاً شخصياً ، وعرضت أعماله في أكثر من عاصمة ومدينة ، داخل الأردن وخارجه ، وفي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ، إلى جانب مشاركته النشطة والواسعة في العديد من المعارض الدولية وحلقات العمل ، في مختلف دول العالم. وفاز ـ في عام 2002 ـ بالجائزة الأولى في بينالي طهران الثاني للفن في العالم الإسلامي ، وهي المسابقة التي اعتبرت بداية مهمة لفوز الأعمال الفنية العربية في بيناليات ذات سمعة عالمية ومنافسة قوية.
والفنان محمد الجالوس مواليد عام 1960 ، ودرس الفن في معهد الفنون الجميلة في عمان ، بين عامي 1979 1981و ، كما حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية ، إلى جانب ترأسه رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بين عامي 2003 2004و ، وعضويته في أكثر من لجنة تحكيم فنية داخل الأردن وخارجه ، وعضويته الدائمة في اللجنة العليا الدولية لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية في تونس ، وإنجازه العديد من الجداريات الفينة في الأردن والخارج.
والفنان محمد الجالوس من مؤسسي جاليري بنك القاهرة ـ عمان ، ويديره منذ سنتين