رسمي الجراح – يعيد الفنان محمد الجالوس الالق لحارة الياسمينة النابلسية و التي هدمها الاحتلال الاسرائيلي في العام 200 من خلال تجربة تشكيليه تحمل عنوان بيوت من نابلس حارة الياسمينة مائيات التي افتتحت مساء اول من امس في صالة فخر النساء زيد وتستمر حتى منتصف الشهر المقبل . ينفتح مشهد الجالوس على حارة زارها في العام 1998 وكانت غافية بين زهر الياسمين عمرها الاف السنين وهي موغلة في الجمال و السكون تحكي سيرة الناس البسطاء المتشبثين بالانسانية و المحبين للحياة .
تقترب لوحات الفنان من نبض المكان من خلال طرح واقعي وامين ودقيق للمكان ودفق لوني مكثف في الجداريات التي نفذها بالوان الاكريلك وشفيف في اللوحات المائية الموحده الحجم فيما يحرس على بناءات فيما يحرص على بناءات واختيارات لمشاهد تفري بتجوال العين وهي محكومة بصريا بشروط البناء المنظوري الجاذب لتجول العين والمحفز للمخيلة باستحضار متعة التذوق للمشهد النقي والمفتوح على الافق و الفضاء العام .
يرصد الفنان الجالوس من الحارة مصبنة ال النابلسي و جامع الساطور و حارة العقبة وحارة الغرب و زقاق في حارة الياسمينة و جامع الخضر و قصر عبد الهادي و حمام جديده و مدخل دار البيك طوقان وزقاق دار الاغا و مشهد من حاره القرويين وبرج ساعة باب الساحة ومشهد من حارة الحبلة و الطريق الى جامع النصر و اول راس العين و زقاق العقروق وصبانة دار الغا و وبيت سليمان طوقان ومدرسة الخالديه و مدخل جور الفقوس و جامع الانبياء و المقالع و مدينة نابلس ومسجد النصر وعيبال و البيك ومشاهد كثيرة من الحارة الشهيرة .
تمثل لوحات الفنان الجالوس المائية شواهد بصرية عن طقس المكان العتيق حيث يقدم الفنان غزل لوني بين الاشراقة و الظل فهو ينتقل ومن الظل للنور فجاة ولكن النسج اللوني الصحيح واختيار زاوية الرؤيا جعل المتلقي حرا في التجول وجزء منها فيما الجداريات مشهديات تنفتح والعين تحلق من عل .
تقدر لوحات الفنان المكان ايما تقدير فالمكان العتيق ثمين في الذاكرة وبين الناس ومن هنا اراد الفنان اكساب المكان قيمة اكبر عبر اللون و باحساس عال فاللوحة بخلاف الصورة الفوتغرافية وبخلاف الكلمة المكتوبة او المحكية . يركز الفنان على ابراز الجانب المعماري وعمارة الفنان النابلسي من خلال اظهار التفاصيل المعمارية و التاشير على مفردات الحارة من بوابات واقواس و نوافذ فريده التصميم و مآذن و في حين يزف البيوت بالياسمين و الاشجار الحانية عليها في حين يستثني الشوائب البصرية من اعمدة كهرباء قد تشوه المكان او كتابات عبرية لان الحارة شرقيه ونابلسيه خالصه لها هويتها العتيقة و الاصيلة .
بدا الجالوس ومنذ العام1991 يرسم المدن التي يحب بدأها بالفحيص ثم السلط وصولا إلى القدس واصدر عددا من الكتب منها ذاكرة رصيف و اخرى عن المدن التي رسمها السلط و القدس وكتب في مجال النقد و القصة القصيرة انتج عن حياته وفنه فلما تلفزيونيا بعنوان”هؤلاء الآخرون”، من إعداد وإخراج سوسن دروزة وإنتاج مراّة ميديا ومدته57 دقيقة، وتم عرضه الأول في قناة أوربت ثم العديد من المحطات التلفزيونية العربية، وهو من ضمن أفلام متسلسلة عن الفنانين العرب. وحصل الجالوس على شهادة تقدير مهرجان موسكرون الدولي للفنون التشكيلية في العام1996 .
الجالوس من مواليد عمان1960، ودرس خلال الفترة من1979-1981 الفن في معهد الفنون الجميلة بعمان، كما حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية، وهو عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين وتولى رئاستها خلال الفترة من2003- 2004 ، عاش الجالوس بين عامي 1994 – 1995 في مدينة نيويورك وشارك في العشرات من ورش العمل الفنية في مختلف دول العالم إضافة إلى عشرات المعارض الخاصة والجماعية وقد فاز بالجائزة الأولى لبينالي طهران الثاني للفن المعاصر في العالم الاسلامي2002 -2003