يفتتح معرضه ‘شجن مجرد’ في رؤى الإثنين المقبل


محمد الجالوس: الوجه الانسانـي لدي لم يعد حالة تعبيرية بل تحول الى كتلة بصرية

الدستور – محمود منير
يواصل الفنان التشكيلي محمد الجالوس بحثه التجريدي منذ التسعينيات عبر معرضه ‘شجن مجرد’ الذي يفتتح الإثنين المقبل في مركز رؤى للفنون برعاية نائب رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الأردني أيمن المجالي ، فلم يعد لديه حالة تعبيرية رمزية بل تحوّل إلى كتلة بصرية ضمن المربع الذي ما زال يشتغل عليه.
والجالوس يعود بمعرضه العمّاني بعد غيبة دامت أربع سنوات عن الساحة التشكيلية الأردنية عكف خلالها على إقامة معارض له في عواصم عربية منها الشارقة ومسقط وتونس ، إضافة لإشتغاله على تجربته الجديدة ، معتبراً أنه كان لا بدّ من وحدة قياس مختلفة.


‘الدستور’ حاورت الجالوس منطلقة من سؤاله عن مشاركته في السنوات الأخيرة بمعارض وفعاليات عربية متغيباً عن الساحة المحلية ، حيث أشار أن المسافة التي تفصل معرضا عن آخر لها ارتباط بشرعية التجربة نفسها التي يعكف عليها الفنان ، فالعرض ليس غاية بحد ذاته ، بقدر ما أن التجربة الفنية تفرض توقيتها على الفنان وبالتالي كان هذا الإنقطاع المحلي منذ 2004 وحتى الآن له علاقة بعمله واشتغاله على تجربته الفنية.


وأضاف الجالوس أن التجارب التي عرضت في الأردن قبل عام 2004 اختبرها على المستوى العربي سواء في الإمارات أو عُمان او تونس ، فالفنان بحاجة إلى جمهور ليعرض له تجربته ، ويقيس بالتالي قبول هذه التجربة لديه تماماً كما يحدث في الذكريات عندما تبتعد عنها سنوات ستختلف النظرة لها بالتأكيد ، وعليه تصبح الصورة أوضح.


واعتبر الجالوس أن مشاركته في المعارض العربية التي أقامها تأتي في اطار تعميم التجربة الأردنية خارج الأردن ، فاللوحة الأردنية ، وفي السنوات الأخيرة بدأت تأخذ مكانها اللائق والمناسب على المستوى العربي والعالمي ، حيث أن أي مشاركة خارج حدود الوطن تدعم بالتأكيد مكانة للفنان الأدرني وتعزز مكانة اللوحة الأردنية والتي هي بالمحصلة لوحة عربية بامتياز.


ورأى الجالوس أن الإستقبال الخارجي لتجربته كان استقبالاً مشجعاً وخصوصاً بعد فوزع بجائزة بينالي طهران الدولي ، حيث كان لا بدّ من وحدة قياس مختلفة ، مضيفاً انه بالوقت نفسه لدية حماس كبير للعرض في عمان فقد طالبه متتبعو اعماله الفنية بذلك ، ووجد ضرورة تقديم هذه السنوات وما تمّ فيها من عمل فني لجمهور عمان والأردن بشكل عام.


ولفت الجالوس أنه هناك انسحاب تدريجي في تجربته الجديدة من تعبيرية الوجه ، لأنّه لم يعد لديه حالة تعبيرية رمزية بل تحوّل إلى كتلة بصرية ضمن المربع الذي ما زال يشتغل عليه ، وتجربته بمجملها تنتمي للبحث التجريدي الذي رافق تجربته منذ التسعينيات.


وأوضح الجالوس إلى أن هناك عمل على سطح اللوحة بحيث أن ما كان يقدّمه ضمن دائرة الكولاج من ملامس خشنة أصبح الآن أصيلاً على السطح ، ولم يعد ملصقاً أو مضافاً عليه ، وذلك باستخدام المعاجين الورقية والمواد الأخرى المختلفة. ونوّه الجالوس إلى أن هذه التجربة ليست مغامرة بقدر ما هي نتاج بحث مسكون به دائماً ، والإرتباط بهذا البحث له بعده العاطفي ، مع التأكيد على حنينه للتجريد مع التمسك بثيمة الوجه البشري داخل المربع ، متمنياً أن تلاقي التجربة صداها المناسب فهي ستعرض مباشرة بعد معرض عمّان في صالون نظرة وهو جاليري متخصص في تونس ، فالمعرض يقام بالتعاون بين ‘رؤى’ ونظرة’ وهو مدعوم من وزارة الثقافة والبنك التجاري الأردني حيث سيصدر كتاب بالمناسبة يقدم للجمهور مجانياً.


وعبّر الجالوس عن حرصه عبر مسيرته الفنية دائماً ومنذ الثمانينات على ان يكون هناك وثيقة ملوّنه تحفظ ذاكرة المعرض وتقدّمها للجمهور للإحتفاظ بها ، مؤشراً على الكتيبات التي صدّرها في معارضه ‘وجوه من الداخل’ عام 2000 ، وبالشارقة عام 2005 ، ومعرض القدس للوحات المائية حيث صدر مجلد طبعه الهلال الأحمر الفلسطيني ، وكذلك في معرضه ‘بيوت من السلط’ ، لافتاً إلى الكتب عادة حميدة تضيف للنشاط التشكيلي بعداً توثيقياً تفتقده الساحة التشكيلية الأردنية.


ودعا الجالوس المؤسسات الخاصة من شركات وبنوك وغيرها أن تساهم في دعم مثل هذه الوثائق الملونة فلا يكفي لهذه المؤسسات ان تعمل في مجال الإقتصاد فقط بل عليها دور وقلب إجتماعي تقدّمه لجمهورها الأردني كحاضنة للنشاط الثقافي ، وقد بدأت مجموعة من هذه المؤسسات تحذو هذا الحذو مشكورة

,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *