عمان – رسمي الجراح – ما الزمان الذي يبحث عنه الفنان محمد الجالوس وهل يسعى لمطابقة تفاصيل وجوه من يلقاهم يوميا في سطوحه التصويرية هل يبحث عن مكان اخر غير الذي نرتاده جميعا ، تلك الاسئلة في تجربة الفنان الجالوس التي افتتحت اول من امس في مركز رؤى للفنون برعاية نائب رئيس مجلس ادارة البنك التجاري الاردني ايمن المجالي وبمتابعة حضور لافت من اطياف مختلفة من فنانين وتشكيلين و ممثلين و اعلاميين و كتاب و ادباء .
يقود الفنان الجالوس المتلقي مرة اخرى ليعرفه الى وجوه جديدة من خلال لوحات متعددة الاحجام ومن بينها الجداريات وصاغها بمختلف الخامات والمعرض الذي يضم قرابة الخمسين عملا هو بمثابة المعرض الاستعادي للفنان الذي غاب عن المشهد التشكيلي الاردني قرابة العامين منشغلا بمشروعه الفني و بمشاركات عربية وعالمية .
الوجه هوية ومحور لوحات الى الفنان الجالوس الذي لا يتوانى يزيح العجائن اللونية بمختلف الادوات من سكاكين و امشاط ليكشف لنا عن حشد من الوجوه المجردة من التفاصيل وليحكي وليعترف بان شجنه مجرد للوجوه التي تصادفه يوميا فيحيلها الى سطح تضاريسه خشنه وناتئه بل ان جغرافيا الوجه خريطة من التعابير العميقة ينجزها الفنان من البحث العميق على السطح و الخامة . ويصل اختزال الوجوه عند الفنان احيانا إلى درجة المحو الكامل احياناً ما يحول الشخوص كيانات من بقايا ادميين في اماكن غامضة. .
يحضر الوجه عند الفنان من خلال المربع وهو الشكل الهندسي الاكثر اتزانا وهو ربما عند الفنان النافذة او الباب او الكتاب او صفحة او جدار لبيت عتيق ، ويحضر المربع محتضنا الوجه اما منفردا واما متراصا مع مربعات اخرى كما في الجداريات وتلك التوليفات هي كما حضور الانسان في حراكه العادي واليومي .
يحضرفي لوحات الفنان وجه الانسان الريفي و البدوي و ابن البحر وابن الجبل و المراة و الكهول والاطفال وذلك من خلال اللون فرحلة الوجوه تمر بالالوان الازرق المعتق و الاخضر الرصين و الذهبي و رمادي الجدران وترابيات الريف و الطحلبي الباهت و الوردي المائل للبنفسجي وما الى ذلك من التدرجات حتى اقتربت بعض الوجوه من اللون واللون عند الجالوس مكثفا و شفيفا في بعض السطوح من خلال العجائن المختلفة وشفافا من خلال تلوين السطوح باضاءات الوجوه .
الجاذب في لوحة الفنان الجالوس هو الملمس و هو مقصود للتاشير على ملامح الوجوه وهي بانتظار الانعتاق نحو العالم الخارجي ، وهو يحقق التعبير العميق من فردانية حشر كل وجه في مربع ويجلب الجالوس بعداً سحرياً من خلال ايقاع الخطوط في أعماله او من خلال المربعات المتجاورة مما يجلب الحوار بين الوجوه من جهة والمتلقي من جهة اخرى ، تحمل لوحات الفنان بعدا رمزيا عبر رصد عوالم الوجه المختلفة و المتحولة .
ويشار ان الجالوس الذي ترأس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين قبل دورتين من مواليد عمان 1960 ،درس الفن في معهد الفنون الجميلة – عمان وحصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين ، عضو رابطة الكتاب الأردنيين . كتب في مجال النقد الفني والقصة القصيرة وله مجموعة قصصية بعنوان ذاكرة رصيف ، 1984 . عمل في مجال إدارة المعارض والتصميم الفني .عاش بين عامي 1994 – 1995 في مدينة نيويورك