لعبة المربع الناقص: الرسام محمد الجالوس يبعثر العلامات و الملتقى يجمعها


واقع .. يوالي الانشطار دونما توقف

يحاول الرسام الاردني محمد الجالوس بكل ما اوتي من امكانات ان يركب موجة تاسيس (رسم مفاير)، تلك الموجة التي بدات بوادرها في البلدان العربية منذ اواخر خمسينيات القرن الماضي، و ترسخت بشكل واضح في ستينياته، رغم كون تلك الموجة تعبيرية الا انها كانت تنحي شيئا فشيئا نحو التجريد بشكل مضطرد. 

يرسخ الرسام محمد الجالوس رؤيته الحديثة باعادة النظر الحاسمة بالنظام الاقليدي ذي البنية الخطية للمكان و الزمان، و بذلك فنحن امام واقع يتوالي الانشطار في كل لحظة، و كانما كانت صفحات الزمن قد اعترتها خلخلة، احدثت فيها الكثير من الخلط و البلبلة، بشكل راسخ متاهة زمكانية، تلك التي حاولت التكعيبية التركيبية في اهم نماذجها (بيكاسو،براك) جمعها، فكانت عندها التكعيبية تعبيرا عن تعدد وجهات (زوايا) النظر، فاذا بالرسام الجالوس يعيد تفكيك التكعيبية، فلا نقطة مركزية للوحة، فهي مملوءة بطموح غريزي لا يقاوم نحو ازلها (السطح): انها لقطات متناثرة (سطوح) و وجوه و اشكال مؤسلبة تطل علينا من ما يشبه النافذة، و هي اطار اللوحة الذي ادخله الجالوس ضمن موضوعها(بل ربما بشكل ادق حدودها)، فالاطار يشارك اللوحة اجوائها، لونها، قدمها، دراميتها، فتعمد الجالوس ان تكون مادة الجالوس غير منتقاة باناقة، في خشب عتيق مملوء علامات و بقايا اغصان و حزوز. 

لا محاكاة هنا الا لذاكرة الفنان (الميثولوجيا السرية و الشخصية لاعماق الرسام)، التي احتفظت بلقاها المبعثرة (ذكرياتها الضبابية الفقيرة)، حيث اللون الاحادي و الوجوه المتشابهه

بقلم : خالد خضير

,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *