مقامات الجسد بهذا العنوان أراد الفنان التشكيلي المبدع محمد الجالوس سرد أبجدية الكائن ، وسيرته التأملية . باحتفاء يستعرض الفنان ذاكرته البصرية ، حيث الجسد مقامة ، واللوحة رحم متخيل يبسط فيه الفنان سعة تتشكل عبر فضاء يتماهى مع اللون ، وقيمته التعبيرية . مقامة تتسع كما الحلم ، أو كتعويذة تتوهج كلما توغلنا في فصاحة العمل وبعده الدلالي . لم يرغب الجالوس أن يستعير من الجسد عريه ، فاستبعد الغواية ، وطهره من الخطيئة ، وأعاد له بهجته السحرية المقدسة باطمئنان العارف بتفاصيله السردية وتحولاتها .
جسد يستمد كينونته ، وبهائه من قدرتنا على التأمل ، واستحضار ذواتنا ، لنعيد تشكيل أجسادنا بعفوية من لم ينتبه لهذه السعة التي تخترق ارواحنا ، ونحن ننظر إلى مقامات تتشكل بصياغات بصرية ، وقيم لونية تتوسد إيقاع هندسي تجريدي ساهمت مواد مختلفة ، و عجائن في بناء حدود البلاغة فيه ، وفضاءه الرائي .
يأخذ الفنان محمد الجالوس في أعماله الأخيرة وهو يمارس سطوته الاحترافية في بناء العمل المتلقي للبحث عن الحاضر الغائب ، بل عن أناه الحقيقية وهي تغوص في عالم يجتمع فيه المتخيل بالواقع ، والمجرد بقوة التعبير ، والجسد بمقاماته .
علي رشيد
فنان تشكيلي