عزيزي محمد
في كل تحول أسلوبي جديد، تهبني الكلمات التي لم أقلها لك. كما لو أني استعيرها من ماضينا المشترك. الصداقة التي كنتَ فيها عنوانا للوفاء. أمد يدي إلى لوحتك فيضربها هواء يعيدني إلى ما كنا نطعم اسماك البحر المتوسط من لهاثه. كانت لوحتك لم ترسم بعد. ستبقى كذلك. فهي تسبقك. ألأنك تؤجل الامساك بها، بسبب ما تجده من متعة في الرسم، وأنت واحد من متعويي الرسم القلائل الذين قابلتهم في حياتي؟ لقد خلقت تجريديا ولم تسحرك المضامين ولا الموضوعات إلا وقتا قصيرا، كنتَ قد شهقت فيه بوله المرئيات التي رممتَ بها ذاكرتك. اما في الجز الاكبر من سيرتك الفنية فقد كانت بصيرتك تتنقل بك بين دروب متاهة جمالية، كان خيال يديك يقيس مسافاتها بأصابعه. هناك دائما حنان استثنائي يضمني إلى تفاصيل لوحاتك كما لو انني عدت إليها بعد أن غادرتها لزمن قصير. مزيج من الالفة والابهة كما لو أنك شيدت صرحا عائليا، تنفتح أبوابه بكرم كلما التفت إليه ضيوفك. تجريديتك حياة متاحة.
فاروق يوسف
شاعر وناقد عراقي