محمد جميل خضر
عمان- يفتتح رئيس الوزراء السابق طاهر المصري في السابعة من مساء اليوم في قاعة فخر النساء زين داخل أروقة المركز الثقافي الملكي، معرض الفنان محمد الجالوس ‘بيوت من نابلس’.
ويختار الجالوس، المولود العام 1960 في عمان، حارة الياسمينة من بقية حارات نابلس لينجز من وحيها 40 لوحة (37 مائية وثلاث جداريات أكليريك) على القماش، وهي خلاصة زيارة قام بها الفنان الحاصل العام 1982 على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الأردنية، إلى نابلس في العام 1998.
ويرى الجالوس صاحب تجربة ممتدة في توثيق المدن وإقامة علاقة إبداعية جدلية معها (بيوت من السلط وعربية يا بيوت القدس)، في حوار أجرته معه ‘الغد’ حول أبعاد معرضه الجديد وقيمته الجمالية والوطنية والقومية في ظل التهويد والتدمير الذي تتعرض له مدن وقرى الضفة الغربية، أن المعرض يشكل وثيقة تحمل دلالات منها التشكيلي الجمالي ومنها التاريخي, ‘فالاحتلال يحاول دائما ان يشطب هوية المكان وصاحب المكان, في معرض حارة الياسمينة ستبقى هذه الوثيقة حاضرة لنا وللأجيال القادمة’.
وعن أسباب اختياره نابلس دون غيرها، يقول الجالوس صاحب 26 معرضا شخصيا، ‘هناك اكثر من مدينة لها في نفسي محبة وتحمل نفس القيمة التي حملتها مدينة السلط والفحيص والقدس ونابلس, اتمنى ان اتمكن من توثيق مدينة الكرك, فقد زرتها ذات مرة, وادهشني معمارها القديم, فهي حاضرة بلاد الشام وتحمل من القيمة التاريخية بقلعتها وبلدتها القديمة ما سيحملني اليها خلال السنوات القادمة’.
ويعبر الجالوس عن اعتقاده ان الفنان التشكيلي العربي لم يشتغل على المكان كما يستحق, لأن البيئة الجغرافية العربية, ‘تستقطب الفنان الغربي وتدهشه, ولهذا اسباب عديدة, منها موضوع المعاصرة والحداثة, فالتجارب العربية في هذا المجال, اخذت من الفنان مساحة واسعة, ودفعته بعيدا عن تسجيل مكانه الخاص, طبعا هناك فنانون عرب كثر رسموا المكان ووثقوه ولكن يظل هذا الاتجاه غير معزز وبحاجة الى انتباه اكثر’.
ورغم واقعية الأعمال المقدمة في معرض ‘بيوت من نابلس’، إلا أن الجالوس يؤكد أنه ينتمي الى الفن المعاصر ولوحته ‘تنتمي للتجريد والتعبيرية وهي قناعة راسخة عندي’.
وفي تفصيل أكثر عن تجربته الجديدة يقول ‘في عام 1998 تلقيت دعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية لزيارة رام الله, ومن هناك زرت بعض المدن الفلسطينية, ومنها مدينة نابلس, حيث انجزت آنذاك وثيقة مصورة للمدينة وتحديدا حارة الياسمينة, لما تتمتع به هذه الحارة من خصوصية معمارية وجمال عريق, ولم يكن يخطر ببالي ان هذه الوثيقة سوف تصبح قيمة تاريخية ووثيقة لادانة ما قام به العدو الاسرائيلي في العام 2000 من تدمير لمعالم الحارة خلال الانتفاضة الثانية, على ان هذا المشروع اي توثيق المدن يعود لعام 1991 عندما رسمت بيوتا من الفحيص ثم بيوتا من السلط ثم بيوتا من القدس, وهو مشروع اعيد من خلاله علاقتي كرسام بالمرئي فمنجزي الاساس هو من الفن المعاصر والتجريد تحديدا, الا ان دوري كرسام كما اعتقد يتجاوز ذلك ليشمل العمل على المكان فما رأيك اذا كان هذا المكان مهددا او تم تدميره كما حدث في حارة الياسمينة’.