اهدى معرضه الى روح امه: افتتاح معرض الفنان محمد الجالوس في غاليري الاورفلي


الدستور – محمد العامري: في معرض اهداه الفنان محمد الجالوس الى روح أمه في غاليري الاورفلي والذي افتتحه امين عمان الكبرى المهندس نضال الحديد يطرح الفنان تجربة جديدة ظهرت بهذا السياق في العام (2000) عبر تقنية المعاجين الورقية ويجمع ما بين الحس الغرافيكي والنحت والرسم.


وقد ظهرت هذه الوجوه المختزلة في تجربة الفنان في العام 1990 في معرض مشترك في مؤسسة عبدالحميد شومان. هذا المعرض يشكل ذروة التجارب الذي قدمها الجالوس عبر معرض الوجوه والتي وصفها في احد لقاءاته التلفزيونية (بوجوه الشهداء) معبرا في ذلك عن ملامح هؤلاء الشهداء عبر تركيزه على الألوان الترابية، الوان الارض التي تضم ارواح الشهداء وارتباطهم روحيا بتلك الارض.


يعتمد الفنان في اعماله على تكرارية الوجه كصورة جمعية للمجتمع الانساني ودلالة اخرى على فكرة الشهادة الجمعية كما لو انه يريد ان يعبر عن شهادة عاطفية اخرى تخصه وتشكل له مرجعية خصبة (شهادة الام ورحيلها) الأبدي عاكسا ذلك منظومة النقد المؤلم والشجي لتختلط ملامح الأم مع ملامح الشهداء وصولا لتثوير العاطفة وتجلياتها في العمل الفني، والفنان الجالوس فنان متفرغ مما اتاح لالوانه الخوض في تجارب عديدة وصولا للخوض في التقنيات المتنوعة التي انعكست ايجابا على حيوية العمل الفني ذاته.


الملفت في هذه التجربة هو خوض الجالوس في الاحجام الكبيرة التي اعطت لطبيعة العمل وموضوعه لذة بصرية مميزة، فالمساحات الواسعة في اعمال الجالوس تأخذنا لسؤال السيطرة على المساحة وتفعيلها عبر تباين مستويات السطوح والملامس وصولا لتقطيعات العمل الى مربعات تتناول مواقعها على الصعيد البصري في التعبير عن حضورها داخل المساحة وقد حقق الفنان فاعلية تعبيرية في صياغة الوجوه التي تكاد ان تفقد ملامحها لتعبر عن ذاتها عبر الكتلة الشمولية في تكوين العمل العام، فالوجه بدأ لديه عبر تعبيرية بعض التفاصيل ليصل بنا الى الاستغناء عن التفاصيل بشكل شبه كامل، ليتحول الوجه بوصفه كتلة نحتية معبرة على مساحة السطح التصويري.


وقد حقق الجالوس في هذه التجربة تعبيريته الخاصة عبر توليد الوجه وتحميله المعاني الانسانية الى جانب امتلاك عمله الفني الى عمق خاص صفته عبر طبيعة السطوح وملامحها وصولا لطبيعة التلوين المعتمد على الاقتصاد اللوني، أي العمل على الاشتقاقات من اللون الواحد وبمحاوراته اللونية المنسجمة.


والتي شكلت بمجملها احساسا خاصا بفكرة الزمن وتحقق ذلك عبر التعتيق والحفر والاضافة والتآكل كما لو ان الجالوس تعمد في اكسدة السطح للخروج بهذا المراج الاقرب الى حفريات اركيولوجية حديثة.


فقد جمع بذلك بين فكرة القدم والحداثة على حد سواء وصولا لطبيعة اطار اللوحة نفسه الذي جاء مكملا لطبيعة العمل داخل السطح التصويري وفي سياق آخر قام الفنان بحل ذكي لسكونية العمل عبر المفارقات بين اخفاء الوجوه واظهارها في امكنة اخرى كايقاع ثنائي بين الاخفاء والاظهار

,

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *