رسمي الجراح – حين زار الفنان محمد الجالوس في العام 1998 حارة الياسمينة التاريخية في نابلس لفتت الحارة المزفوفة بالياسمين و التي يعود تاريخ بعض ابنيتها الى ماقبل الميلاد عين الفنان وعدسته حتى شعر بضرورة تسجيلها من خلال الاسكتس و الصورة ، ولان حس الفنان العالي تجاه الاشياء قام بتسجيل كل التفاصيل وحفظ الوثيقة البصرية سنوات ، ولان ما خشي منه قد تحقق ودمرت اسرائيل الحارة العتيقة يفصح الفنان عن مشروعه بيوت من نابلس الذي يفتتح في 26/4 في المركز الثقافي الملكي . قال الجالوس للراي مشروع حارة الياسمينة يتضمن 37 لوحة مائية وثلاث جداريات بانورامية باللون الزيتي وهو استمرارية لمشروعه السابق وبدات الفكرة حين عرض مجموعة بيوت من السلط حيث اخذ وعدا لرصد بيوت من نابلس وذلك للتشابه المعماري و الاجتماعي بين المدينتين و لعلاقات التصاهر و الروابط الاجتماعية واضاف مشروع حارة الياسمينه رصدا واقعيا للمكان تقتضيه الامانة في التعريف و التسجيل فتدخلي قلب المكان ياتي في حدود و المحافظة على السوية الجمالية الموجودة اصلا في الحجر والازقة استخدام يتناسب وتقنية الرسم المائي الذي يحب . واحيانا و الكلام للجالوس اتدخل كما حدث في تناولي لبيوت من القدس في الغاء بعض الاشارات الخيلة على المكان سواء المتعلقة منها برموز الاحتلال و لغته المقحمة على الجدران او اعمدة الكهرباء العشوائية التي تنتقص من جمال المشهد وتاريخه .
ويشير الى ان سنة 200 وما بعدها بعد ان دمر الإسرائيليون حارة الياسمينة وثقتها للتاريخ لحفظ بنائها المعماري و الاجتماعي ونحن نمر في هذه المرحلة تتعرض الهوية للمسح و التضييع وواجبي كفنان ان اقدم الياسمينة نموذجا للمدينة الفلسطينية . يحمل المعرض دلالات مهمة ابرزها استمرا ر مشروعي كفنان تشكيلي في رسم المدن الذي احب بدءا من مدينة الفحيص وانتهاء بنابلس ، و الدلالة الاخرى الابقاء على علاقتي بالمرئي رغم ان تجربتي معاصرة تنطوي على التجريد و الابقاء على العلاقة بالمرئيات وذلك مهم للفنان لئلا ينقطع عن رسم المكان فضلا عن تسجيل المكان العربي سواء في الاردن او فلسطين وفي المستقبل سيتم رصد مدن عربية اخرى مثل الرباط و دمشق أي الدول الملفتة معماريا . ويتزامن افتتاح المعرض مع يوم الارض من هنا ياخذ المعرض اهمية خاصة كونها وثقت لمكان تعرض للمسح وهنا ياتي واجب الفنان التشكيلي ان يوثق المكان والاهتمام به لان الهروب باتجاه المعاصرة و التجريد يجب ان لايشغلنا عن البيئة المحيطة او المكان لحفظه وثيقة بصرية للاجيال القادمة ، من هنا يتضمن المعرض توثيق دقيق للحارة الشهيرة حيث تعرض جزء كبير منها للهدم مثل حمام نابلس القديم قصر عبد الهادي و الجامع القديم و عدد كبير من البيوت العتيقة و القناطر و الادراج و البوابات ذات التصميم المعماري الفريد . يتمنى الفنان الجالوس بمساعدة جهات ثقافية او اقتصادية اصدار محموعة حارة الياسمين الفنية في كتاب لتكون كوثيقة تتداول بين الجمهور ولتكون على شاكلة المشاريع السابقة التي صدرت في كتب بالصورة و الكلمة . وكشف الجالوس بان مشروع المدن مستمر وهنالك 5 سنوات تفصله عن مدينة اخرى لافتا الى ان الكرك هي المدينة التي لفت طابعها المعماري نظره في حين وجد تشجيعا من فنانين وادباء عاشوا طفولتهم فيها لتوثيق السمة المعمارية فيها . يشار الى ان الجالوس رسم ضمن سلسلة المدن بيوتا من الفحيص في العام 1992 و كانت التجربة تاسيسا لرواق البلقاء و بعد ذلك تجربة بيوت من السلط 1997 وبعد ذلك بخمس سنوات تجربة بيوت من القدس التي صدر لها كتاب كما تجربة السلط .